تيتو المندائي
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
تيتو المندائي
المندائيون .. الأصول والمعتقدات
المؤلف : عزيز سباهي
جهة الاصدار : دار المدى / 2003
عرض:ادب وثقافة
الكتب والدراسات التي تناولت الديانة المندائية قليلة، ومحدودة جداً، الى جانب ما شابها من تباين واختلاف حول اصول الصابئة ومعتقداتها، لمن كتب عنها من المؤرخين المسلمين والمستشرقين، وسواهم من الكتاب المحدثين،
ولعل احدى الصعوبات التي تواجه الباحث ضرورة، المامه باللغة المندائية التي دونت بها كتبهم الدينية وشعائرهم، ويأتي كتاب (اصول الصابئة ) للاستاذ عزيز سباهي، مساهمة جادة تصب لمعالجة وكشف الكثير من الالتباسات، والاسئلة والغموض المحيط بالمسألة المندائية. فرغم كون الصابئة ( طائفة دينية صغيرة، لكنها لعبت دوراً ملحوظاً في تطور الحياة الروحية والفكرية في بلاد مابين النهرين خلال ظهور المسيحية وانتشارها،او بعد ظهور الاسلام ، ولاسيما بعد ازدهار الحضارة العربية الاسلامية ايام العباسيين، ولمعت من بينهم شخصيات علمية أسهمت بشكل وآخر في اعلاء شأن الحضارة العربية الاسلامية، لكنهم بعد تدهور هذه الحضارة والغزو المغولي، ثم الفتح العثماني من بعد وتعرضهم الى اضطهاد في العهود المختلفة، انكمشوا على أنفسهم في القرى المنتشرة عند البطائح الممتدة من جنوب نهر الفرات حتى نهر الكارون في جنوب غرب ايران)..ويشير المؤلف الى ان المسألة المندائية لم تحظ باهتمام مراكز البحث العربية والاسلامية رغم اهميتها في فهم الفكر في المنطقة العربية، في حقبة معينة من الزمن، قبل وبعد ظهور الاسلام، وما صدر من دراسات عنها من العربية لايعدو ان يكون معالجات عامة لاتقدم اجابات جدية للكثرة الكاثرة من الاسئلة المحيرة التي تثيرها هذه المسألة المعقدة ونعني بها البحث في أصولهم واصول معتقداتهم وأفكارهم عامة، لقد كان يمكن ان ينهض بهذه المهمة مثقفو الطائفة ذاتها على حد قوله غير ان هؤلاء المثقفين شأنهم شأن غيرهم من ابناء الطائفة لم يعودوا يفقهون جوهر معتقداتهم ويجهلون اللغة التي دون بها أدبهم الديني.. موضحاً ان عمله ينطوي على الكثير من المتاعب فالميدان حساس جداً، ويضطر من يود ان يدخله بموضوعية ان يسبح مرارا ضد التيار والبحث في المسألة المندائية يتطلب معرفة وافية باللغة المندائية، وكان المؤلف يحس بمرارة وهو المندائي، يتناول الادب الديني لطائفته من خلال ما ترجم الى اللغات الاخرى، لاسيما السريانية والعبرية والاغريقية، وربما كان هذا واحداً من الاسباب التي دفعت الى احجام مراكز البحث الجامعي في بلدان المشرق العربي عن المشرق العربي عن دخول هذا الميدان الشائك من البحث :
في منشأ المندائيين
ألمح في مستهل الفصل الاول (العالم القديم في العهد الهيلنتي) ان المؤلفين المسلمين الذين تناولوا امر الصابئة من مفسرين وفقهاء ومؤرخين وجغرافيين وفلاسفة وغيرهم، امثال القرطبي، ابن خلدون، ابن خلكان، ياقوت الحموي والمسعودي وغيرهم، اعتمدوا على الرواية الشفوية كمصدر اساس في معالجتهم للكثير من القضايا، مما جعلها عرضة للتشوش والتحريف، والاضافة، وما الى ذلك، وان اولئك المؤلفين لم يدققوا فيما يروى ولم يخضعوه للتحقيق والنقد، وتركوا هذه المهمة للقارئ الذي تفصله دهور عن مجرى الاحداث، زد على ذلك انهم لم يتيسر لهم الاطلاع على ادب الصابئة (المندائيين) ذاته ليدققوا فيما يرون.. اما المستشرقون فيؤكد الباحث انهم اولوا اهتماما كبيرا بدراسة معتقدات هذه الطائفة، كان ابرزها ترجمة الكاتب السويدي( نوربيرغ) لـ( الكنزا) الكتاب الرئيس للطائفة عام 1816، وتلاه (ايتنغ) بترجمته لـ( القلستا) وهو كتاب يحتوي طقوس التعميد وغيرها، وفي عام 1875 نشر عالم اللغات السامية الالماني( نول كه) كتابا بقواعد اللغة المندائية، وجاءت الخطوة الحاسمة في إرساء الاسس العلمية الرصينة في دراسة المندائية على يد( ولهلم براندت) في مؤلفة (الدين المندائي) عام 1889، و( ليد زبايسكي) في ترجمة واعداد طبعات نقدية لاهم الكتب المندائية( دراشة ديهيا) 1905 و(الكنزا) 1925، وكتاب الطقوس الدينية 1925. ملفتا الى ان السيدة دراور التي عاشت في العراق ما يناهز الربع قرن قد اهتمت كثيرا بشأن الصابئة، وقد استهوتها اولا دراسة مخلفات الاديان القديمة، ووضعت عنها كتابها (خمر في الماء) لكنها انصرفت من بعد بكليتها لدراسة المندائية فقدمت كتابها (المندائيون في العراق وايران ) 1937.
ثم وضعت بالتعاون مع رودلف ماكوخ (قاموس اللغة المندائية) 1963، مبيناً أن (دراور) ساهمت في ازاحة الكثير من الغموض الذي يلف معتقداتهم والمصادر التي استقت منها، ومضى بقوله الى ان البحوث في منشأ المندائيين ومعتقداتهم قد تمخضت عن نظريتين : الاولى ترى انهم من سلطان مابين النهرين القدماء وانهم ورثوا كثيرا من الميثولوجيا البابلية، وقد تزعم هذا التيار (لاكرايني) الروسي في منتصف القرن التاسع عشر، اما الثانية: فترى ان منشأهم كان في الغرب بين طوائف البحر الميت او في شرق الاردن وقد تزعم هذا الاتجاه(ليدز بارسكي) وهو الاتجاه الذي لاقى اهتماما وقبولا الى حد ما وانضمت اليه( دراور) في ابحاثها الاخيرة .
المندائية والدين البابلي
اكد الباحث في الفصل الثاني أن جذور المعتقدات الصابئية ترتبط بالبابليين، اذ يرى عدد من المؤرخين المسلمين ان الديانة الصابئية برزت في بابل اولاً ويذكر بعضهم اسماء بوصفهم ملوكا بابليين اعتنقوا الدين الصابئي، فيما يذهب ( هنري لايارد) عالم الاثار البريطاني، الى ان الدين الاشوري في ايامه المبكرة (وهو امتداد للدين البابلي) كان صابئي المنحى، لكن المؤلف اشار الى ان المنحى البابلي يراد منه التركيز على دور الكواكب والظواهر الفلكية في تقرير سلوك الانسان على الارض، وبالتالي عبادة هذه الكواكب، الامر الذي دعا بعض الباحثين للبحث عن نقاط الالتقاء والاختلاف مابين الديانتين، ملفتاً الى ان المقارنة بين الديانة البابلية والصابئية ينبغي عندها الانتباه الى التغيرات التي طرأت على المعتقدات الدينية (كما عكستها الكتب الدينية ذاتها) التي لم تتم في اطار حركة معينة قادها مصلح ديني واجتماعي، إنما خضعت هذه التغيرات الى مساحة زمنية، امتدت الى بضعة قرون، من ايام المسيحية الاولى وربما قبلها بقليل حتى الفتح الاسلامي للعراق في القرن السابع التي حدثت في اطار تفاعلات وصراعات عديدة مع المعتقدات المحيطة بها بابلية وفارسية ويهودية وغنوصية ومسيحية واسلامية.. ويذهب الباحث الى ان هذه التغيرات والتحولات الدينية تتم في الوعي الاجتماعي الذي تندرج ضمنه الانفعالات والخيال وحتى الاساليب التعبيرية، لان الدين كما يصفه انجلز: ( يحتفظ دائما باحتياط معين من التخيلات الموروثة عن الازمنة السابقة، لان التقليد في جميع الميادين الفكرية، بوجه عام، هو قوة محافظة كبرى، لكن التغيرات التي تحدث في احتياط التخيلات هذا ، تحددها العلاقات الطبقية، اي العلاقات الاقتصادية التي تقوم بين الناس الذين يقومون بهذه التغيرات ، على ضوء ذلك يرى المؤلف ان الغالبية العظمى للناس الذين كانوا يقطنون جنوب العراق، كانوا من الفلاحين والصيادين والحرفيين البابليين والاراميين والصابئة المندائيين الذين توالت عليهم الحروب والاحتلالات وما كان يقترن بها من نهب واضطهاد وتدمير، اذ بات هؤلاء الناس ينشدون الخلاص في لجة الصراعات المختلفة، ففقدوا الثقة بنيل هذا الخلاص على ارض الواقع وصاروا يبحثون عنه في السماء.. وكان انحياز الصابئة الى مثل هذا النوع من الخلاص ، وعلى هذا النحو صيغت معتقداتهم بشأن الالهة والسماء والارض والخلق والموت، كحال الاديان الاخرى .
طقوس التعميد
في اطار المقارنة للطقوس المندائية ومايماثلها في الديانة البابلية، يذكر الباحث ان كلتا الديانتين تنزلان الماء منزلة عالية، ومن قبلهم السومريون والاكاديون، كانوا يرون في الماء مصدر الحياة، مؤكداً أن الادب المندائي فيه الكثير من الامثلة التي تمجد الماء الحي، وتقرنه بالحياة تارة وبالنور تارة اخرى، ففي معبد الصابئة( المندي) يتجه من يدخل المعبد ( الكوخ) نحو الشمال ، نحو النجم القطبي حيث يتجه المندائيون في صلواتهم، امام حوض من الماء الجاري، وهذا المعبد يذكر على حد قول الباحث بالمعابد البابلية، حيث كان الاله يوضع في كوخ صغير يجلس فيه الكاهن ويلتجئ اليه الناس التماساً للمشورة، اضافة الى التقاء المندائيين بالبابليين في تحريم حلق اللحى وشعر الرأس ولباس التعميد الابيض لدى المندائيين مشابه للباس الابيض الذي كان الكهنة البابليون يرتدونه عندما يؤدون وظائفهم الدينية، فاختيار اللون الابيض لكلتا الديانتين جاء تعبيراً عن الطهارة والنور، فضلا عن تقاليد توريث الكهانة الى الابناء في بابل والوظائف الدينية التي نسج على منوالها المندائيون في اعداد ابنائهم لاداء هذه الوظائف :
مما يؤكد وجود الكثير من نقاط الالتقاء بين الديانتين، التي تدفع الى الاعتقاد بأنهم تلقوا تاثيراتهم من البابليين الذين كانوا يسكنون بجوارهم، الا ان الباحث يثير تساؤلا مهما، ان كان المندائيون قد تأثروا بشكل مباشر بأفكار الجماعات البابلية، او ان يكونوا هم ذاتهم من بقايا البابليين وطوروا معتقداتهم خلال تفاعلهم مع الجماعات اليهودية والفارسية وغيرها التي كانت تعيش بجوارهم، او ان يكونوا جماعة صغيرة هاجرت الى جنوب العراق من الغرب، وهي تحمل فكراً غنوصيا ذا مزايا شرقية خاصة، ليوضح بعد ذلك ان كل هذه التساؤلات واردة، لاننا لانملك من البيانات المادية مايعيننا على القطع بواحد منها .
التأثر بطوائف البحر الميت
وفي الفصل الثالث يعود المؤلف للبحث عن اوجه التماثل مرة اخرى لكن بين الديانة المندائية وطوائف البحر الميت اليهودية، مشيرا الى التقاء المندائيين، وطائفة الاسينيون في النظرة المتشائمة تجاه العالم، حيث يعتبره كلاهما عالما غير طاهر، وتشدد الطائفتان على عدم البوح بتعاليمهم الدينية والتشابه في مسألة التعميد، اضافة الى التقائهما في نظرتهما الثنوية تجاه الظلام والنور والخير والشر، ملفتاً الى أن الاسينيون او طائفة البحر الميت آثرت اعتزال المجتمع اليهودي، زاهدين في مادرج عليه اليهود من حياة، معتبرين انفسهم الممثلين الحقيقين لوصايا موسى وشريعته .
اما المندائية من جانبها فتقف موقفاً معاديا من اليهودية، دون ان يقطع بأنتسابها الى واحدة من هذه الطوائف .
المندائية هي لون من الغنوصية
وفتح المؤلف باباً للبحث في الفصل الرابع عن الحلقة المفقودة بشأن تطور افكار وطقوس المندائيين عن الكثير من الجماعات والتيارات الدينية التي عاشت الى جوارهم في الالف الثاني قبل الميلاد.. لكنه يورد اراء اخرى بشأن منشأ المندائية، فهناك من يرى ان الصابئة المندائيين من بين التيارات المسيحية الاولى التي اختلفت مع الكنسية الرسمية وسارت في طريقها الخاص من بعد، فيما يرى المبشرون الجزويت الذين وفدوا على البصرة في القرن السادس عشر كانوا يحسبون الصابئة مسيحيين من اتباع يوحنا المعمدان، بل ان كل مانسب اليه انه كان معلماً عظيماً، ويضيف: يعتقد المندائيون ان دينهم لم يبدأ بيحيى بل هم يرجعونه الى اقدم الازمان ويحشدون في نصوصهم الدينية وتراتيلهم احداثا واسماء توغل في القدم، لم ترد لدى الأديان الاخرى .
وحسب افتراض الباحث كما جاء في الفصل التالي ان المندائية هي لون من الغنوصية التي تمثل حركة فكرية ودينية متعددة الاوجه، برزت منذ القرن الاول الميلادي، وجذورها تمتد الى ما قبل ذلك ليتسع نشاطها في القرون الاولى المسيحية الى مناطق واسعة مثل الصين شرقاً، وفي فرنسا واسبانيا غرباً، ولم تتجمد عند الصيغ الاولى التي ظهرت فيها، انما ظلت تتغير وتبرز في نظم فكرية لها خصائصها، لكنها كانت تتجزأ باستمرار ، وتحترب فيما بينها، وكان الاحتراب احد العوامل التي استنفدت طاقتها للسجال، حتى تلاشت في العصور الوسطى، ولم يبق من فرقها سوى المندائية التي كانت منذ البداية حركة منعزلة وقائمة بذاتها ...
ويتضح من خلال مجمل البحث ان الدين المندائي، على خلاف الاديان الاخرى، لم يرتبط ظهوره بشخصية تاريخية ولايعرف له مؤسس، انما ظهر نتيجة تفاعلات روحية وفكرية كثيرة وانعكست عليهم تغيرات اجتماعية في مناطق عديدة استوطنها المندائيون، كما يؤكد المؤلف .
وفي الختام يطرح عدة تساؤلات لابناء الطائفة اذا كانت هناك امام المندائيين حاجة موضوعية للتماسك والاحتفاظ بتكوينتهم الخاصة التي حافظوا عليها طوال الفي عام، فعلى اساس اي وعي يمكن ان ينهض هذا الوجود؟ هو ذات الوعي الديني بكل ما انطوى عليه هذا الوعي من قيم واخلاق وميثولوجيا وطقوس خاصة، التي هي ذاتها قد غدت في اساس الازمة ولاتحظى بالقبول كما كانت هي الحال من قبل، وهل يمكن العثور على نوع من الاساس الصلب في ثقافتهم الدينية القديمة يمكن ان ينهض عليه وعي اجتماعي وبناء روحي يستجيب لتطلعات شباب القرن الحادي والعشرين بكل ما يواجهه من تحديات فكرية وروحية في كل الميادين
بشميهون ادهيي ربي
(( إصعدي أيتها النفس.. إصعدي إلى دارك الأولى، دار الأثريبن.. دار أهلك الطيبين. إلبسي بدلة الضياء والأريج، وإمسكي إكليلك البهيج.. وإجلسي فوق عرشك الوقور، الذي ثبته الحي في بلد النور)) كنزا ربا/ اليسار
ببالغ الحزن والاسى ننعى الى اعضاء منتديات مندائيين
خبر وفاة الريشما عبد الله الكنزبرا نجم رئيس طائفة الصابئه المندائيين سابقا
بتاريخ 4/3/2010 المصادف يوم الخميس انتقلت نيشمثا الريشما عبد الله الكنزبرا نجم
الى رحمة الباري في مملكة هولندا
وبهذا نعزي الربي رافد الريشما عبد الله الكنزبرا نجم بالمصاب الجلل
فاذهبي بسلام ايتها النفس الطاهره التي جئت من بيت هيي والى بيت هيي تعودين
اما نحن الباقون فسوف نبقى نقرأ رواها ادهيي لك دوما ونقول :
(( بشميهون ادهيي ربي , لوفا ورواها ادهيي وشابق هطايي نهويلي لهازا نشيمثا لديلي ( رام يهانا بر سيمت ) اد هازا مسقثا وشابق هطايي نهويلي ))
اكا هيي اكا ماري اكا مندادهيي
. [/size]
المؤلف : عزيز سباهي
جهة الاصدار : دار المدى / 2003
عرض:ادب وثقافة
الكتب والدراسات التي تناولت الديانة المندائية قليلة، ومحدودة جداً، الى جانب ما شابها من تباين واختلاف حول اصول الصابئة ومعتقداتها، لمن كتب عنها من المؤرخين المسلمين والمستشرقين، وسواهم من الكتاب المحدثين،
ولعل احدى الصعوبات التي تواجه الباحث ضرورة، المامه باللغة المندائية التي دونت بها كتبهم الدينية وشعائرهم، ويأتي كتاب (اصول الصابئة ) للاستاذ عزيز سباهي، مساهمة جادة تصب لمعالجة وكشف الكثير من الالتباسات، والاسئلة والغموض المحيط بالمسألة المندائية. فرغم كون الصابئة ( طائفة دينية صغيرة، لكنها لعبت دوراً ملحوظاً في تطور الحياة الروحية والفكرية في بلاد مابين النهرين خلال ظهور المسيحية وانتشارها،او بعد ظهور الاسلام ، ولاسيما بعد ازدهار الحضارة العربية الاسلامية ايام العباسيين، ولمعت من بينهم شخصيات علمية أسهمت بشكل وآخر في اعلاء شأن الحضارة العربية الاسلامية، لكنهم بعد تدهور هذه الحضارة والغزو المغولي، ثم الفتح العثماني من بعد وتعرضهم الى اضطهاد في العهود المختلفة، انكمشوا على أنفسهم في القرى المنتشرة عند البطائح الممتدة من جنوب نهر الفرات حتى نهر الكارون في جنوب غرب ايران)..ويشير المؤلف الى ان المسألة المندائية لم تحظ باهتمام مراكز البحث العربية والاسلامية رغم اهميتها في فهم الفكر في المنطقة العربية، في حقبة معينة من الزمن، قبل وبعد ظهور الاسلام، وما صدر من دراسات عنها من العربية لايعدو ان يكون معالجات عامة لاتقدم اجابات جدية للكثرة الكاثرة من الاسئلة المحيرة التي تثيرها هذه المسألة المعقدة ونعني بها البحث في أصولهم واصول معتقداتهم وأفكارهم عامة، لقد كان يمكن ان ينهض بهذه المهمة مثقفو الطائفة ذاتها على حد قوله غير ان هؤلاء المثقفين شأنهم شأن غيرهم من ابناء الطائفة لم يعودوا يفقهون جوهر معتقداتهم ويجهلون اللغة التي دون بها أدبهم الديني.. موضحاً ان عمله ينطوي على الكثير من المتاعب فالميدان حساس جداً، ويضطر من يود ان يدخله بموضوعية ان يسبح مرارا ضد التيار والبحث في المسألة المندائية يتطلب معرفة وافية باللغة المندائية، وكان المؤلف يحس بمرارة وهو المندائي، يتناول الادب الديني لطائفته من خلال ما ترجم الى اللغات الاخرى، لاسيما السريانية والعبرية والاغريقية، وربما كان هذا واحداً من الاسباب التي دفعت الى احجام مراكز البحث الجامعي في بلدان المشرق العربي عن المشرق العربي عن دخول هذا الميدان الشائك من البحث :
في منشأ المندائيين
ألمح في مستهل الفصل الاول (العالم القديم في العهد الهيلنتي) ان المؤلفين المسلمين الذين تناولوا امر الصابئة من مفسرين وفقهاء ومؤرخين وجغرافيين وفلاسفة وغيرهم، امثال القرطبي، ابن خلدون، ابن خلكان، ياقوت الحموي والمسعودي وغيرهم، اعتمدوا على الرواية الشفوية كمصدر اساس في معالجتهم للكثير من القضايا، مما جعلها عرضة للتشوش والتحريف، والاضافة، وما الى ذلك، وان اولئك المؤلفين لم يدققوا فيما يروى ولم يخضعوه للتحقيق والنقد، وتركوا هذه المهمة للقارئ الذي تفصله دهور عن مجرى الاحداث، زد على ذلك انهم لم يتيسر لهم الاطلاع على ادب الصابئة (المندائيين) ذاته ليدققوا فيما يرون.. اما المستشرقون فيؤكد الباحث انهم اولوا اهتماما كبيرا بدراسة معتقدات هذه الطائفة، كان ابرزها ترجمة الكاتب السويدي( نوربيرغ) لـ( الكنزا) الكتاب الرئيس للطائفة عام 1816، وتلاه (ايتنغ) بترجمته لـ( القلستا) وهو كتاب يحتوي طقوس التعميد وغيرها، وفي عام 1875 نشر عالم اللغات السامية الالماني( نول كه) كتابا بقواعد اللغة المندائية، وجاءت الخطوة الحاسمة في إرساء الاسس العلمية الرصينة في دراسة المندائية على يد( ولهلم براندت) في مؤلفة (الدين المندائي) عام 1889، و( ليد زبايسكي) في ترجمة واعداد طبعات نقدية لاهم الكتب المندائية( دراشة ديهيا) 1905 و(الكنزا) 1925، وكتاب الطقوس الدينية 1925. ملفتا الى ان السيدة دراور التي عاشت في العراق ما يناهز الربع قرن قد اهتمت كثيرا بشأن الصابئة، وقد استهوتها اولا دراسة مخلفات الاديان القديمة، ووضعت عنها كتابها (خمر في الماء) لكنها انصرفت من بعد بكليتها لدراسة المندائية فقدمت كتابها (المندائيون في العراق وايران ) 1937.
ثم وضعت بالتعاون مع رودلف ماكوخ (قاموس اللغة المندائية) 1963، مبيناً أن (دراور) ساهمت في ازاحة الكثير من الغموض الذي يلف معتقداتهم والمصادر التي استقت منها، ومضى بقوله الى ان البحوث في منشأ المندائيين ومعتقداتهم قد تمخضت عن نظريتين : الاولى ترى انهم من سلطان مابين النهرين القدماء وانهم ورثوا كثيرا من الميثولوجيا البابلية، وقد تزعم هذا التيار (لاكرايني) الروسي في منتصف القرن التاسع عشر، اما الثانية: فترى ان منشأهم كان في الغرب بين طوائف البحر الميت او في شرق الاردن وقد تزعم هذا الاتجاه(ليدز بارسكي) وهو الاتجاه الذي لاقى اهتماما وقبولا الى حد ما وانضمت اليه( دراور) في ابحاثها الاخيرة .
المندائية والدين البابلي
اكد الباحث في الفصل الثاني أن جذور المعتقدات الصابئية ترتبط بالبابليين، اذ يرى عدد من المؤرخين المسلمين ان الديانة الصابئية برزت في بابل اولاً ويذكر بعضهم اسماء بوصفهم ملوكا بابليين اعتنقوا الدين الصابئي، فيما يذهب ( هنري لايارد) عالم الاثار البريطاني، الى ان الدين الاشوري في ايامه المبكرة (وهو امتداد للدين البابلي) كان صابئي المنحى، لكن المؤلف اشار الى ان المنحى البابلي يراد منه التركيز على دور الكواكب والظواهر الفلكية في تقرير سلوك الانسان على الارض، وبالتالي عبادة هذه الكواكب، الامر الذي دعا بعض الباحثين للبحث عن نقاط الالتقاء والاختلاف مابين الديانتين، ملفتاً الى ان المقارنة بين الديانة البابلية والصابئية ينبغي عندها الانتباه الى التغيرات التي طرأت على المعتقدات الدينية (كما عكستها الكتب الدينية ذاتها) التي لم تتم في اطار حركة معينة قادها مصلح ديني واجتماعي، إنما خضعت هذه التغيرات الى مساحة زمنية، امتدت الى بضعة قرون، من ايام المسيحية الاولى وربما قبلها بقليل حتى الفتح الاسلامي للعراق في القرن السابع التي حدثت في اطار تفاعلات وصراعات عديدة مع المعتقدات المحيطة بها بابلية وفارسية ويهودية وغنوصية ومسيحية واسلامية.. ويذهب الباحث الى ان هذه التغيرات والتحولات الدينية تتم في الوعي الاجتماعي الذي تندرج ضمنه الانفعالات والخيال وحتى الاساليب التعبيرية، لان الدين كما يصفه انجلز: ( يحتفظ دائما باحتياط معين من التخيلات الموروثة عن الازمنة السابقة، لان التقليد في جميع الميادين الفكرية، بوجه عام، هو قوة محافظة كبرى، لكن التغيرات التي تحدث في احتياط التخيلات هذا ، تحددها العلاقات الطبقية، اي العلاقات الاقتصادية التي تقوم بين الناس الذين يقومون بهذه التغيرات ، على ضوء ذلك يرى المؤلف ان الغالبية العظمى للناس الذين كانوا يقطنون جنوب العراق، كانوا من الفلاحين والصيادين والحرفيين البابليين والاراميين والصابئة المندائيين الذين توالت عليهم الحروب والاحتلالات وما كان يقترن بها من نهب واضطهاد وتدمير، اذ بات هؤلاء الناس ينشدون الخلاص في لجة الصراعات المختلفة، ففقدوا الثقة بنيل هذا الخلاص على ارض الواقع وصاروا يبحثون عنه في السماء.. وكان انحياز الصابئة الى مثل هذا النوع من الخلاص ، وعلى هذا النحو صيغت معتقداتهم بشأن الالهة والسماء والارض والخلق والموت، كحال الاديان الاخرى .
طقوس التعميد
في اطار المقارنة للطقوس المندائية ومايماثلها في الديانة البابلية، يذكر الباحث ان كلتا الديانتين تنزلان الماء منزلة عالية، ومن قبلهم السومريون والاكاديون، كانوا يرون في الماء مصدر الحياة، مؤكداً أن الادب المندائي فيه الكثير من الامثلة التي تمجد الماء الحي، وتقرنه بالحياة تارة وبالنور تارة اخرى، ففي معبد الصابئة( المندي) يتجه من يدخل المعبد ( الكوخ) نحو الشمال ، نحو النجم القطبي حيث يتجه المندائيون في صلواتهم، امام حوض من الماء الجاري، وهذا المعبد يذكر على حد قول الباحث بالمعابد البابلية، حيث كان الاله يوضع في كوخ صغير يجلس فيه الكاهن ويلتجئ اليه الناس التماساً للمشورة، اضافة الى التقاء المندائيين بالبابليين في تحريم حلق اللحى وشعر الرأس ولباس التعميد الابيض لدى المندائيين مشابه للباس الابيض الذي كان الكهنة البابليون يرتدونه عندما يؤدون وظائفهم الدينية، فاختيار اللون الابيض لكلتا الديانتين جاء تعبيراً عن الطهارة والنور، فضلا عن تقاليد توريث الكهانة الى الابناء في بابل والوظائف الدينية التي نسج على منوالها المندائيون في اعداد ابنائهم لاداء هذه الوظائف :
مما يؤكد وجود الكثير من نقاط الالتقاء بين الديانتين، التي تدفع الى الاعتقاد بأنهم تلقوا تاثيراتهم من البابليين الذين كانوا يسكنون بجوارهم، الا ان الباحث يثير تساؤلا مهما، ان كان المندائيون قد تأثروا بشكل مباشر بأفكار الجماعات البابلية، او ان يكونوا هم ذاتهم من بقايا البابليين وطوروا معتقداتهم خلال تفاعلهم مع الجماعات اليهودية والفارسية وغيرها التي كانت تعيش بجوارهم، او ان يكونوا جماعة صغيرة هاجرت الى جنوب العراق من الغرب، وهي تحمل فكراً غنوصيا ذا مزايا شرقية خاصة، ليوضح بعد ذلك ان كل هذه التساؤلات واردة، لاننا لانملك من البيانات المادية مايعيننا على القطع بواحد منها .
التأثر بطوائف البحر الميت
وفي الفصل الثالث يعود المؤلف للبحث عن اوجه التماثل مرة اخرى لكن بين الديانة المندائية وطوائف البحر الميت اليهودية، مشيرا الى التقاء المندائيين، وطائفة الاسينيون في النظرة المتشائمة تجاه العالم، حيث يعتبره كلاهما عالما غير طاهر، وتشدد الطائفتان على عدم البوح بتعاليمهم الدينية والتشابه في مسألة التعميد، اضافة الى التقائهما في نظرتهما الثنوية تجاه الظلام والنور والخير والشر، ملفتاً الى أن الاسينيون او طائفة البحر الميت آثرت اعتزال المجتمع اليهودي، زاهدين في مادرج عليه اليهود من حياة، معتبرين انفسهم الممثلين الحقيقين لوصايا موسى وشريعته .
اما المندائية من جانبها فتقف موقفاً معاديا من اليهودية، دون ان يقطع بأنتسابها الى واحدة من هذه الطوائف .
المندائية هي لون من الغنوصية
وفتح المؤلف باباً للبحث في الفصل الرابع عن الحلقة المفقودة بشأن تطور افكار وطقوس المندائيين عن الكثير من الجماعات والتيارات الدينية التي عاشت الى جوارهم في الالف الثاني قبل الميلاد.. لكنه يورد اراء اخرى بشأن منشأ المندائية، فهناك من يرى ان الصابئة المندائيين من بين التيارات المسيحية الاولى التي اختلفت مع الكنسية الرسمية وسارت في طريقها الخاص من بعد، فيما يرى المبشرون الجزويت الذين وفدوا على البصرة في القرن السادس عشر كانوا يحسبون الصابئة مسيحيين من اتباع يوحنا المعمدان، بل ان كل مانسب اليه انه كان معلماً عظيماً، ويضيف: يعتقد المندائيون ان دينهم لم يبدأ بيحيى بل هم يرجعونه الى اقدم الازمان ويحشدون في نصوصهم الدينية وتراتيلهم احداثا واسماء توغل في القدم، لم ترد لدى الأديان الاخرى .
وحسب افتراض الباحث كما جاء في الفصل التالي ان المندائية هي لون من الغنوصية التي تمثل حركة فكرية ودينية متعددة الاوجه، برزت منذ القرن الاول الميلادي، وجذورها تمتد الى ما قبل ذلك ليتسع نشاطها في القرون الاولى المسيحية الى مناطق واسعة مثل الصين شرقاً، وفي فرنسا واسبانيا غرباً، ولم تتجمد عند الصيغ الاولى التي ظهرت فيها، انما ظلت تتغير وتبرز في نظم فكرية لها خصائصها، لكنها كانت تتجزأ باستمرار ، وتحترب فيما بينها، وكان الاحتراب احد العوامل التي استنفدت طاقتها للسجال، حتى تلاشت في العصور الوسطى، ولم يبق من فرقها سوى المندائية التي كانت منذ البداية حركة منعزلة وقائمة بذاتها ...
ويتضح من خلال مجمل البحث ان الدين المندائي، على خلاف الاديان الاخرى، لم يرتبط ظهوره بشخصية تاريخية ولايعرف له مؤسس، انما ظهر نتيجة تفاعلات روحية وفكرية كثيرة وانعكست عليهم تغيرات اجتماعية في مناطق عديدة استوطنها المندائيون، كما يؤكد المؤلف .
وفي الختام يطرح عدة تساؤلات لابناء الطائفة اذا كانت هناك امام المندائيين حاجة موضوعية للتماسك والاحتفاظ بتكوينتهم الخاصة التي حافظوا عليها طوال الفي عام، فعلى اساس اي وعي يمكن ان ينهض هذا الوجود؟ هو ذات الوعي الديني بكل ما انطوى عليه هذا الوعي من قيم واخلاق وميثولوجيا وطقوس خاصة، التي هي ذاتها قد غدت في اساس الازمة ولاتحظى بالقبول كما كانت هي الحال من قبل، وهل يمكن العثور على نوع من الاساس الصلب في ثقافتهم الدينية القديمة يمكن ان ينهض عليه وعي اجتماعي وبناء روحي يستجيب لتطلعات شباب القرن الحادي والعشرين بكل ما يواجهه من تحديات فكرية وروحية في كل الميادين
بشميهون ادهيي ربي
(( إصعدي أيتها النفس.. إصعدي إلى دارك الأولى، دار الأثريبن.. دار أهلك الطيبين. إلبسي بدلة الضياء والأريج، وإمسكي إكليلك البهيج.. وإجلسي فوق عرشك الوقور، الذي ثبته الحي في بلد النور)) كنزا ربا/ اليسار
ببالغ الحزن والاسى ننعى الى اعضاء منتديات مندائيين
خبر وفاة الريشما عبد الله الكنزبرا نجم رئيس طائفة الصابئه المندائيين سابقا
بتاريخ 4/3/2010 المصادف يوم الخميس انتقلت نيشمثا الريشما عبد الله الكنزبرا نجم
الى رحمة الباري في مملكة هولندا
وبهذا نعزي الربي رافد الريشما عبد الله الكنزبرا نجم بالمصاب الجلل
فاذهبي بسلام ايتها النفس الطاهره التي جئت من بيت هيي والى بيت هيي تعودين
اما نحن الباقون فسوف نبقى نقرأ رواها ادهيي لك دوما ونقول :
(( بشميهون ادهيي ربي , لوفا ورواها ادهيي وشابق هطايي نهويلي لهازا نشيمثا لديلي ( رام يهانا بر سيمت ) اد هازا مسقثا وشابق هطايي نهويلي ))
اكا هيي اكا ماري اكا مندادهيي
[size=21]بشميهون ادهيي ربي
لوفا ورواها اد هيي وشابق هطايا
نهويلا لهازا نشيمثا لديلا
(رام يهانا برسيمث )>>>ارواه نهويلا يا انهار ...و البقية ابحياتكم خسارتنا جبيرة
اكا هيي اكا هيي ماري اكا مندادهيي
شابق هطايي
ارواها نهويلك يا ابا حاضر يا جدنا يا ريش دارتنا
سيبقى اسمك شامخا
الريش إما عبد الله الكنزي برا نجم الكنزي برا زهرون
الشيخ عبد الله الشيخ بهرام شيخ زهرون شيخ بهرام شيخ يحيى شيخ زهرون شيخ مهتم شيخ آدم شيخ بهرام شيخ شمس شيخ غانم شيخ يحيى شيخ انش شيخ عزيز
لوفا ورواها اد هيي وشابق هطايا
نهويلا لهازا نشيمثا لديلا
(رام يهانا برسيمث )>>>ارواه نهويلا يا انهار ...و البقية ابحياتكم خسارتنا جبيرة
اكا هيي اكا هيي ماري اكا مندادهيي
شابق هطايي
ارواها نهويلك يا ابا حاضر يا جدنا يا ريش دارتنا
سيبقى اسمك شامخا
الريش إما عبد الله الكنزي برا نجم الكنزي برا زهرون
الشيخ عبد الله الشيخ بهرام شيخ زهرون شيخ بهرام شيخ يحيى شيخ زهرون شيخ مهتم شيخ آدم شيخ بهرام شيخ شمس شيخ غانم شيخ يحيى شيخ انش شيخ عزيز
. [/size]
تيتو- وســــــــــــــــــام الابداع
-
عدد المساهمات : 71
تاريخ الميلاد : 24/05/1989
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى